![]() |
رحلة تدوير الملابس المستعملة |
تعتبر إعادة تدوير الملابس البالية واحدة من أكثر الحلول فعالية في مواجهة تزايد النفايات وتحسين البيئة. في كل يوم، يتم نقل 30 طنًا من الملابس المستعملة التي يتم إلقاؤها في الحاويات في باريس إلى مصانع خاصة في شمال شرق فرنسا. لكن ما هي الرحلة التي تخوضها هذه الملابس؟ وكيف تساهم في خلق فرص عمل وفي الوقت نفسه تؤثر على الصناعات المحلية في إفريقيا؟ في هذا المقال، سنستعرض هذه الرحلة بالتفصيل.
لماذا يفضل الأفارقة الملابس المستوردة؟
تحتل الملابس المستعملة المستوردة مكانة خاصة في قلوب العديد من الأفارقة لأسباب عدة:
1. الجودة العالية: الملابس المستوردة تكون غالبًا ذات جودة أفضل من المنتجات المحلية.
2. الأسعار المعقولة: أسعار الملابس المستوردة تكون في متناول الجميع مقارنة بالمنتجات المحلية التي تكون مرتفعة التكلفة.
3. التنوع والعلامات التجارية: تتيح الملابس المستوردة إمكانية شراء ملابس من علامات تجارية عالمية لم تكن لتتوفر في الأسواق المحلية.
كيف تؤثر الملابس المستعملة على الصناعة المحلية في إفريقيا؟
بالرغم من أن الملابس المستعملة المستوردة توفر فرصة للأفارقة لشراء منتجات عالية الجودة بأسعار منخفضة، إلا أن هناك جانبًا سلبيًا لهذه التجارة، حيث أنها توجه ضربة قوية لصناعة النسيج المحلية.
إعادة تدوير الملابس: الخطوة الأولى
كل يوم، يتم جمع كميات هائلة من الملابس المستعملة من حاويات التبرع في باريس. يتم نقل حوالي 30 طنًا منها إلى مصانع خاصة في شمال شرق باريس. في هذه المصانع، يبدأ فريق العمل بفرز الملابس بناءً على نوع المنتج وحالته والوجهة التي ستُرسل إليها.
الفرز والتوزيع: رحلة الملابس البالية
يعمل في هذه المصانع أكثر من 140 عاملًا يقومون بمنح الملابس حياة ثانية من خلال فرزها بعناية وفقًا لمعايير محددة. يتم تصنيف هذه الملابس إلى عدة فئات:
متاجر كولوبان في دكار: عاصمة الملابس المستعملة
تعتبر متاجر كولوبان في قلب دكار بمثابة مملكة للملابس المستعملة. هنا، يمكن لأي شخص العثور على ملابس ذات علامات تجارية فاخرة بأسعار زهيدة للغاية، مما يجعلها في متناول الجميع، وخاصة الفقراء. تقدم هذه المتاجر مجموعة واسعة من الخيارات التي تتفوق على الملابس المحلية من حيث الجودة والسعر.
ماهي الخطوات التي تمر منها الملابس المستعملة?
الملابس الصالحة للاستخدام المباشر: الملابس الجيدة التي يمكن ارتداؤها من جديد.
الملابس التي تحتاج إلى إعادة التدوير: الملابس التي لا تصلح للاستخدام يتم تدويرها لصناعة مواد جديدة.
الملابس ذات الحالة المتوسطة: هذه الفئة تُرسل إلى الأسواق في إفريقيا وأوروبا الشرقية.
الوجهات المختلفة للملابس المستعملة
بعد عملية الفرز، يتم توجيه الملابس إلى وجهات مختلفة بناءً على جودتها:
10% من الملابس تُباع في فرنسا: الملابس ذات الجودة العالية تُباع في الأسواق المحلية.
10% تُصدر إلى أوروبا الشرقية: يتم تصدير هذه الملابس إلى دول أوروبا الشرقية حيث تجد سوقًا مميزًا.
40% تُصدر إلى إفريقيا: معظم الملابس التي تكون في حالة متوسطة أو مقبولة تُرسل إلى إفريقيا حيث تجد طلبًا كبيرًا.
المصانع في إفريقيا: إعادة فرز الملابس في دكار:
عندما تصل الحاويات الممتلئة بالملابس المستعملة إلى إفريقيا، يتم توجيهها إلى مصانع خاصة في مدن مثل دكار، عاصمة السنغال. في هذه المصانع، تتم إعادة فرز الملابس مرة أخرى بناءً على معايير الجودة والطلب المحلي.
كيف تنقذ الملابس المستعملة الكوكب؟
من خلال إعادة تدوير الملابس، لا تقتصر الفائدة على تلبية احتياجات الناس في إفريقيا، بل تمتد لتشمل الحفاظ على البيئة. الملابس التي لا تصلح للاستخدام المباشر يتم إعادة تدويرها لتصنيع منتجات جديدة، مثل المواد العازلة التي تُستخدم في البناء. بعض هذه المنتجات يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 30 عامًا، مما يُسهم في تقليل النفايات والحفاظ على الموارد الطبيعيةتلعب الشركات الأوروبية دورًا محوريًا في هذه العملية من خلال إعادة تدوير الملابس التي لا تصلح للاستخدام وتحويلها إلى منتجات جديدة. هذه العملية ليست فقط مربحة من الناحية الاقتصادية، بل تساهم بشكل كبير في حماية البيئة. تلعب الشركات الأوروبية دورًا محوريًا في هذه العملية من خلال إعادة تدوير الملابس التي لا تصلح للاستخدام وتحويلها إلى منتجات جديدة. هذه العملية ليست فقط مربحة من الناحية الاقتصادية، بل تساهم بشكل كبير في حماية البيئة.